تنشيط العدد الرّابع من الطبعة السّادسة لندوات السّرد

#خلاصة_القول:

بحمد الله وقوّته…

تمّ مساء أمس السبت 17 ربيع الثّاني 1444هـ الموافق لـ 12 نوفمبر 2022م، تنشيط العدد الرّابع من الطبعة السّادسة لندوات السّرد وبالتّنسيق مع مكتبة المطالعة العموميّة “الصّحفيّة نورة بن يعقوب” وبمشاركة مجوعة من الأساتذة والكتّاب والمهتمين بالشّأن الرياضي، البدني والذّهني، وقد برمجت هذه المرّة تحت عنوان:

“استراتيجية ممارسة الرياضة عند العرب في النّصّ الأدبي قديما وحديثا” وقد يكون هذا الموضوع مختلفا في طرحه وصعبا في البحث فيه وغير مسبوق في تناوله، لاعتبارات كثيرة، منها إيجاد العلاقة الموضوعيّة والطّبيعيّة بين ظاهرة الرياضة بمختلف أنواعها واهتمام النّصّ الأدبي بها شعرا ونثرا، قديما وحديثا، إذ تعتبر عمليّة اللّعب منذ فجر الإنسانيّة مسألة حيويّة لصيقة بيوميات الأفراد والجماعات وعند مختلف الشّعوب، فما وصلنا من التّراث وورثناه من قيم وعادات وتقاليد وكلّ ما يتعلّق بالظّواهر الفلكلوريّة تعبّر عن اهتمام الإنسان بها وممارسته إياها بعضها، ممارسة عن وعي وحبّ إلى حدّ الإدمان وبعضها الآخر سطحي المعنى وكذا في واقعها الميداني، كما هو الشّأن في لعبة “كرة القدم” التي أصبحت حديث كلّ النّاس، وقد اقتحمت كلّ الميادين ولدى فئة واسعة لم يصل معناها الحقيقي وغايتها التّربويّة والعلميّة والثّقافيّة كما أسّسها الأوائل، فكان لابد من تنظيمها وتصحيح ممارستها، وكذا مشاهدتها ينبغي أن تكون على وعي ودراية، حتى لا تصبح الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا مجرّد لعبة للتّسلية وملء الفراغ كما هو شائع لدى عامّة النّاس…وتبقى محصورة على جانبها الحماسي والشّحن الظرفي الذي لا يعمّر طويلا…

فالأدب كنّصّ أحد العوامل المساهمة في عمليّة التّصحيح لأهداف اللّعب، الذّهني منه والبدني، ولابد أن يصل إلى عمق الإنسان الغاية منه كمعرفته بالنّشاط المتكامل بين الجانبين البدني والعقلي والتهذيبي للأخلاق والنّفوس، فمن وجه نظر العربيّة لا تزال كثير من المفاهيم لم تصحّح وصورة الإدراك لمعنى اللّعبة العلمي والتربوي والأخلاقي لا تزال مبهمة تحتاج إلى تخليصها من ربقة المنافسة الآنيّة والممارسة الذّاتيّة، ولذا تلعب النّصوص الأدبيّة الهادفة المبدعة…من شعر وقصّة وسيرة ورواية دورا ديناميكيا عميقا في القبض على فاعليّة الرياضة كممارسة ميدانيّة لا تخلو من ترفيه وإبداع وعلاج كما عبّر عنه كثير من الأطباء والأطباء النّفسانيين عربا وعجما…باعتبارها ثقافة مشتركة في كثير من خصوصياتها المحليّة والموروثة والمبتكرة، جيلا بعد جيل…

ــــــــــــــــــــــــــــ

ندوة السّرد/ مكتبة نورة بن يعقوب/ حاسي بحبح / الجزائر