كلمة مدير المكتبة
كلمة السيد :أم الريش بلقاسم – مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الجلفة
المكتبة تمثل جزءًا أساسيًا في تاريخ الإنسانية، وهي عنصر مهم في تطورها. تعتبر المكتبة اليوم واحدة من أهم الكيانات الفكرية في المجتمع، حيث تُعتبر المكتبات العامة دعامة أساسية للتقدم العلمي والثقافي. إنها مرآة تعكس تاريخ الشعوب وأنماط حياتهم وحضاراتهم، وتلعب دورًا حيويًا في تطوير مجتمعاتنا ونشر القيم التقدمية والوعي الثقافي. تُسهم أيضًا في تعليم وتربية الأجيال الجديدة، مما يمكنهم من المساهمة في بناء مستقبل المجتمع وتحقيق تقدمه وازدهاره. إن المكتبات تُعد مؤسسات ثقافية وعلمية وتربوية أصبحت ضرورةً للمواطن في مختلف مراحل حياته، حيث يحتاجها في دراسته وأوقات فراغه وعمله واستقراره. إنها تعلمه فن الحياة، وتوسع معرفته، وتنمي قدراته ليظهر مواهبه وأفكاره بكامل إمكانياته.
إن ما قامت به الدولة الجزائرية في السنوات الأخيرة من خلال وزارة الثقافة، والمتمثل في إنشاء مكتبات رئيسية للمطالعة العامة في معظم ولايات الوطن، ومرافقتها بالتشريعات اللازمة لإدارة مكتبات المطالعة العامة في البلديات، يُعتبر خطوة جبارة نحو تطوير نسيج المكتبات وتوفير مساحات للقراءة في جميع أنحاء البلاد. إن الاهتمام بهذه المؤسسات الفكرية يمكن أن يوفر أفضل الوسائل والإمكانيات لتنفيذ دورها الكبير في خدمة الفرد والمجتمع، ويسهم في تعزيز الثقافة والمعرفة بشكل عام.
مع تفجّر الكم الهائل من المعلومات في الوقت الحالي، تواجه المكتبات تحديًا كبيرًا في تقديم خدمات متميزة سواء من حيث الجودة أو الكمية للجمهور بهدف تلبية احتياجاتهم. لهذا السبب، تسعى المكتبات جاهدة لتقديم خدماتها بأفضل وأسهل وأسرع الوسائل للوصول إلى المعلومات عالية الجودة. وتقوم بذلك من خلال توفير مواد المعرفة والثقافة بجميع أشكالها ووسائلها والعمل ضمن استراتيجيات تطوير مجموعاتها الوثائقية. تعتمد أيضًا على التكنولوجيا الحديثة في جميع مراحل سلسلة الوثائق، بهدف مواكبة متطلبات العصر الإلكتروني السريع والتطور المستمر، وتقديم المحتوى للقرّاء في أفضل الظروف الممكنة.
إن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ” جمال الدين بن سعد ” لولاية الجلفة تعتبر واحدة من أهم المؤسسات الثقافية بالجزائر والتي أنشئت بموجب المرسوم التنفيذي رقم 08/236 المؤرخ في 23 رجب عام 1429 الموافق لـ 26 يوليو سنة 2008 تشرف على تسيير 23 مكتبة للمطالعة العمومية بقرارات الإنشاء بالبلديات التالية (بلدية قطارة – بلدية أم العظام – بلدية دلدول – بلدية زكار – بلدية سد الرحال – بلدية سلمانة – بلدية عين الإبل – بلدية مسعد – بلدية فيض البطمة – بلدية دار الشيوخ – بلدية الشارف – بلدية الإدريسية – بلدية عين معبد – بلدية الزعفران – بلدية حاسي بحبح – بلدية حاسي العش – بلدية عين أفقة – بلدية البيرين – بلدية بنهار – بلدية عين وسارة – بلدية الخميس – بلدية القرنيني – بلدية حاسي فدول )
كما تشرف على تسيير أربعة مكتبات بدون قرار إنشاء بالبلديات التالية ( بلدية عمورة – بلدية سيدي لعجال – بلدية بن يعقوب – بلدية بويرة الأحداب ) وتعتمد في التواصل مع جميع فئات المجتمع عن طريق الموقع الإلكتروني WWW.BPLPDJELFA.DZ والذي يتيح للمستخدم من أي مكان الولوج لفهرس المكتبة والإطلاع على كل ماتحتويه المؤسسة من رصيد وثائقي .كما لها صفحة عبر موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك ) تعلن من خلالها عن كل النشاطات الثقافية التي تنظمها المكتبة منها الخاصة بالأطفال لما لها من أهمية في اكتشاف مواهب الناشئة وتحبيبهم في فعل المطالعة ومن ثمة مساعدتهم والوصول بهم لمرحلة إنتاج الأفكار ، ومنها الندوات الفكرية حول كل ماهو جديد في كل المجالات وفتح النقاش حوله من أجل الإثراء والتطوير كما تفتح المجال أمام كل كتاب الولاية لتقديم أعمالهم المطبوعة أمام الجمهور لمناقشة أفكارهم ، سواءا بالمكتبة الرئيسية أو ملحقاتها عبر البلديات . كما تحاول حصر كل المطبوعات التي ألفت من طرف كتاب الولاية أو مطبوعات ألفت عن ولاية الجلفة لإنجاز ببليوغرافيا محلية وتسليط الضوء عن أعلام المدينة وما قدموه من تراث ووضعه في متناول كل شغوف بالثقافة ومستزيدا من فضل ألوان المعرفة .
إن الأهداف المسطرة للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ” جمال الدين بن سعد ” هو إنشاء شبكة محلية بينها وبين ملحقاتها عبر تراب الولاية ومن ثمة التفكير في الربط بينها وبين المكتبات عبر التراب الوطني في سلسلة حلقات طويلة يشد بضعها البعض ويلتقي أولها وآخرها لتقديم أفضل الخدمات للقارئ المحلي أو من خارج الولاية .
إن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ” جمال الدين بن سعد ” لولاية الجلفة وملحقاتها تسعى لتقديم الأفضل لكل الباحثين عن المعرفة في كل المجالات وهي حلقة الربط بين التاريخ والحاضر على إعتبار أن من أخذ نصيبا وافرا وحضا وفيا من تاريخ أسلافه وبنا عليه مجده الحاضر كان يسمو في معارج التطور والرقي بخطى ثابتة وأكيدة ، كما تسعى دائما إلى الوصول للقارئ الحقيقي لا أن يصل هو اليها ، وإعطائه المعلومة الكافية في أسرع وقت وجهد ممكن .