ندوات السرد

بحمد الله، تمّ اليوم تنشيط العدد الثاني عشر من سلسلة ندوات السّرد بالتنسيق مع “مكتبة المطالعة العمومية نورة بن يعقوب”، وبهذ المناسبة لا يسعنا إلاّ أن نشكر الأستاذ عامر خذير على تعاونه الرّاقي وتشجيعه الفاعل للفعل الثّقافي في مدينة حاسي بحبح.
فقد أثيرت في هذه الجلسة “ظاهرة الأدب الشّعبي” من منظور معارفي أنثروبولوجي وكونه خطابا له خصوصيته الانسانية والأدبية والتاريخية والاجتماعية، كما وصفته كتب البحث الأكاديمي الاستراتيجي، ويشكّل هذا النوّع من الموروث الإنساني أحد الثّمار المهمّة في حياة الإنسان، الذي غذّته مختلف التجارب والثّقافات، وتشكّل الحكاية نوعا خاصّا، مارسته كلّ الشّعوب والأمم، قديما وحديثا، وقد أولته اهتماما مختلفا وعاملته معاملة المقدّس لما فيه من مرجعية إنسانية كبيرة وعميقة، لا ينتهي بانتهاء الإنسان أو موته، تعتبره كثير من المجتمعات ” هو كلّ الفنون القوليّة” تقليدا وتعاقبا ونسخا، لا يمكن أن تحدّه جغرافيا المسافات التي رسمها الإنسان نفسه، واللّغة لعبت دورا أساسيا في انتشاره وتفاعله، وأصبح بهذا المفهوم هاجسا إشكاليا ، باعتبار اللّهجة التي يتداول بها متعدّدة، مصبوغ بمؤثّرات بيئته وخصوصيات المجتمع الذي اختلقه أو تناقله من زمن إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، ولذا تنوّعت أشكال النّص الشفهي ذي النّمط السّردي، مثل القصص الشّعبي، والحكاية الخرافية، والحكاية الدينية، والحكاية الأسطورية، والحكاية الهزلية، وقد صنّفت الباحثة نبيلة إبراهيم هذا الجنس الأدبي الشّفهي ضمن الخطاب الإنساني المتعدّد…الذي أسهم بشكل واضح في المدونة السّدية العربيّة رغم اختلاف المفاهيم وارتباطاتها الدينية والفلسفية والاجتماعي…
وقد طرحت جملة من الأسئلة الكونية بخصوص الانتماء والهويّة والخلود والحياة والموت والمرأة، شأنه شأن القضايا التي تداولتها مختلف العلوم الإنسانية عندنا وعند غيرنا، عربا وعجما…
ـــــــــــ
ندوة السّرد/ مكتبة المطالعة العمومية نورة بن يعقوب/ حاسي بحبح / الجزائر.